منذ القدم عرفت كرة القدم بالمتعة والفنون وكانت متعتها حشواً من المهارات والمراوغات والتمريرات واستعراض التسديدات القوية والجميلة فإذا كان لديك الفن والمهارة فأنت الاعب المميز وفريقك هو الافضل ولكن عندما يأتي أبطال خلقوا الانتصارات واستحوذوا على الفوز وصار ذلك من طبعهم اصطدم العالم أجمع بالألمان.. با ختصار كان العالم في ذهول في تلك الحقبة من الزمن فهو يتذوق الكرة بطعمها الرائع من أقدام أناس ويفوز بالكأس ألمان أجلاف .
لا تقل إنهم كانوا أقوياء بنية فقط فهناك الدول الاسكندنافيه لا تقل عن ألمانيا لأنها كانت ميزة أوروبا بشكل عام والأفارقة أحسن بنية ولم يفعلوا شيء لكنها صفات من نوع آخر اجتمعت في الألمان بل إنهم كانوا أبعد الأوربيين عن اللعب الاتيني الذين سحر الملايين ، وظل للألمان اسلوبهم الخاص .
هناك حيرة تنتاب المرء حين يدور الحديث عن كرة القدم الألمانية، حيرة فيما يمكن اختصاره من التاريخ المجيد والجغرافيا المبهرة لبلد تعددت فيه العناوين البارزة والصفحات الناصعة والمواعيد الخالدة، التاريخ يقول إن أمجاد ألمانيا الكروية كتبتها الأندية والمنتخبات على حد سواء لأنها لم تترك لقباً تائهاً عن خزائنها الذهبية، والجغرافيا تقول إن ألمانيا تحتل مكانة رائعة على خارطة كرة القدم الأوروبية والعالمية، فأراضيها وأراضي الدول الأخرى تشهد على أروع الإنجازات وأهمها في عالم اللعبة الشعبية الأولى.
الواقعية هي من المفردات الأساسية في كرة القدم الألمانية، والانضباط هو أهم ما يميز العمل والسلوك لمن له علاقة قريبة أو بعيدة بكرة القدم في ألمانيا، وهكذا نكون قد عرفنا كلمة السر، ولماذا أصبحت الكرة الألمانية علامة مسجلة في الإنجاز والإتقان تماماً كما هو معروف عن الصناعة الألمانية بمختلف فروعها، فإذا أردنا أن نتحدث عن الكرة الألمانية في القارة العجوز، سنجد أن حصادها وفير ووفير جداً، السجل الذهبي لمسابقات الأندية يقول إن الفرق الألمانية التهمت كل شيء، فلا وجود للقب لم يتجه إلى إحدى خزائن (بايرن ميونخ) أو (ميشنجلاند باخ) أو (هامبورج) أو (فيردار بريمان) أما في كأس الأمم فإن البصمة الألمانية لونها ذهبي أيضاً، فما حققته الأندية ليس بمعزل عن المنتخب الوطني الذي توج ثلاث مرات أعوام 72،80،96 وإذا انتقلنا إلى ما هو أشمل وأهم، إلى المونديال الذي يضم صفوة المنتخبات من كل القارات سنكون أمام سجل يقول
باختصار شديد- إن ألمانيا من أكبر أقطاب كرة القدم في العالم بفوزها بثلاث كؤوسٍ ووصولها أربع مرات للمباراة النهائية، وهكذا حين ننتقل بين البطولات القارية والعالمية نجد أن كل حقبة تشهد على بصمة ذهبية ألمانية، وفي ذلك دليل على استمرارية نادرة في عالم كرة القدم، استمرارية تغني عن أي تعليق، فهي في حقيقة الأمر امتداد لتلك الواقعية ولذلك الانضباط اللذين يميزان العقلية الألمانية في العمل، استمرارية هي إفراز لاستقرار قلما نشاهده في مختلف منتخبات العالم التي تتغير فيها الأجهزة الفنية حسب الأهواء واللامنطق، فالكرة الألمانية لم تعرف أكثر من سبعة مدربين متفرغين للمنتخب الوطني، وهذا الاستقرار الذي تنفرد الكرة الألمانية عززه كم رائع من اللاعبين الأفذاذ، فكل حقبة كانت شاهدة على ميلاد أكثر من نجم كبير، فألمانيا قدمت لاعبين دونوا روائعهم في ذاكرة التاريخ الكروي فهناك أسماء محفوظة عن ظهر قلب كالنجم (فرايدز فالتر) قائد المنتخب المتوج عام 54، ومن تلاه في مختلف الحقبات مثل (هالر) و(شالنجر) و(زيلر) و(أوفرات) و(نيدزر) و(مولر) و(برايتنر) و(ماير) و(شومخر) و(شوستر) و(ماتيوس) و(رومانيجه) و(كلينسمان)،(اوليفركان)وأخيرا بالاك
I 卐